هل تسهم زيارة أردوغان إلى العراق في تسوية الخلافات بين البلدين؟

تمثل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق حدثاً هاماً في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتثير تساؤلات حول إمكانية مساهمتها في تسوية الخلافات العالقة. يأتي هذا اللقاء في ظل تحديات إقليمية ودولية متزايدة، وحاجة ملحة إلى تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين أنقرة وبغداد.

تاريخياً، شهدت العلاقات العراقية التركية تقلبات عديدة. فبالرغم من الروابط الثقافية والاقتصادية المتينة، ظلت هناك نقاط خلافية تعيق تطور العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. من أبرز هذه الخلافات قضية تواجد القوات التركية في شمال العراق بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما تعتبره بغداد انتهاكاً للسيادة العراقية. بالإضافة إلى ذلك، تبرز ملفات تقاسم المياه، وقضايا الحدود، والتنافس الإقليمي كعوامل مؤثرة على مسار العلاقات.

تتطلع بغداد إلى أن تسفر زيارة أردوغان عن اتفاقات ملموسة تعالج هذه القضايا، وتحقق مصالح الطرفين. من المتوقع أن يتم التركيز على تعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب، وتنويع مصادر الطاقة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كما أن هناك حاجة إلى إيجاد حلول مستدامة لقضية المياه، بما يضمن حقوق العراق المائية، ويحمي مصالح تركيا.

على الجانب الآخر، تسعى تركيا إلى تعزيز دورها الإقليمي، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة في العراق. كما أنها تعتبر استقرار العراق أمراً حيوياً لأمنها القومي، وتسعى إلى دعم جهود الحكومة العراقية في تحقيق الاستقرار والتنمية.

يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الزيارة في تحقيق اختراق حقيقي في العلاقات العراقية التركية؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة، والتوصل إلى حلول توافقية تعالج الخلافات العالقة. بالتأكيد، تمثل الزيارة فرصة هامة لتعزيز الحوار والتفاهم، وبناء علاقات مستدامة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ولكن، الطريق إلى تسوية الخلافات لا يزال طويلاً، ويتطلب جهوداً متواصلة من كلا الجانبين.

(مقال مستوحى من فيديو اليوتيوب بعنوان: هل تسهم زيارة أردوغان إلى العراق في تسوية الخلافات بين البلدين؟ | ملف_اليوم)